الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة الطيّب الغرسلّي (نائب رئيس مستقبل القصرين) : سنعوّض لأهالي القصرين عن دويّ القنابل والرّصاص، بأفراح الصّعود لـ «الناسيونال»

نشر في  27 نوفمبر 2014  (12:36)

ضيفنا اليوم هو الطيّب الغرسلّي النائب الأوّل لجمعية مستقبل القصرين التي تتربّع حاليا على عرش بطولة الرابطة المحترفة الثانية في مجموعتها الثانية..
ضيفنا الذي يلقّب في مدينة السّباسب برجل المهمّات الصعبة فتح قلبه لـ «أخبار الجمهورية» وتحدّث بغيرة مفرطة عن فريقه «الأخضر والأبيض» وعن جهته ككلّ التي قال عنها الطيّب الغرسلي بكلّ ألم: «لقد دمّرها التهميش وزاد عليها الإرهاب في جبال الشعانبي».. هذا علاوة عن تطرّقه الى حظوظ مستقبل القصرين في الصّعود وغيرها من الملفات التي سنترك لكم فرصة مطالعتها في هذا الحوار على لسان هذا الرّجل المتخلّق:

 لنبدأ حوارنا بالسّؤال الكلاسيكي، من هو الطيّب الغرسلي؟
الطيب الغرسلي رجل أعمال ونائب أوّل لرئيس الجمعية محمّد كمال الحمزاوي ومحبّ في المقام الأوّل يسعد لأفراح القصرين ويتألّم لأحزانها، وهمّه الوحيد أن يرى فريقه متألّقا وألوانه «الخضراء والبيضاء» ترفرف عاليا.

ما سرّ الإنطلاقة القويّة لمستقبل القصرين هذا الموسم؟

هذه الإنطلاقة القوية لم تأت بمحض الصدّفة أو نزلت علينا كهديّة من السّماء، بل سببها هو إلتفاف كلّ أعضاء الهيئة المديرة حول ناديهم والنجاح في القيام بانتدابات ناجحة ساهم أصحابها في دخول السّباق بقوّة وهو ما أهّل مستقبل القصرين للتربّع على صدارة مجموعته عن جدارة واستحقاق، وبحول الله لن تتوقّف المسيرة إلّا بعد صعود فريقها إلى «الناسيونال»..

 نفهم أنّك كنائب رئيس جمعية راض على عطاء المنتدبين؟
وهو كذلك، فكلّ اللاعبين المنتدبين هم أصحاب أسماء لامعة في كرة القدم التونسية ودخلوا مباشرة صلب الموضوع وأعطوا الإضافة للفريق بعدما أظهروا الكثير من الإنضباط والأخلاق العالية وغيرة على ألوان مستقبل القصرين وهو ما يدلّ على أنّ لاعبينا هم أصحاب عقليات محترفة..

 ألا ترى أنّ كثرة الإنتدابات سيدفع «فاتورتها» أبناء النادي؟

دعني أعترف لكم علنا، أنّنا حين مسكنا بزمام الأمور في الجمعية لم نجد عددا كافيا من أبناء النادي قادرين على تحقيق أحلام «القصارنيّة» في الرابطة المحترفة الثانية، وهو ما حتّم علينا الشروع في التعاقد مع لاعبين ممتازين وأصحاب خبرة ليتكفّلوا بتأطير الشبان وقيادة الفريق الى بطولة الكبار في خاتمة الموسم الكروي الجاري مع بقيّة اللاعبين الممتازين الذي تكوّنوا في مستقبل القصرين على غرار عقيد دخيللي وعدنان بوعزّي الذي كان عند حسن ظنّي بعدما راهنت على عودته بعد انقطاع عن الملاعب دام موسما ونصف أما بقية الشبان مثل الموهبة نضال دلهومي (18 سنة) وأيّوب المنصوري (17 سنة) سيكون لهم شأنا كبيرا في عالم كرة القدم بعد أن يكتسبوا الخبرة اللازمة..

 هل خطّطتم كهيئة لضمان الصّعود منذ البداية، أم أن هذا الطّموح جاد بعد سلسلة النتائج الورديّة؟
منذ بداية الموسم أعددنا برنامجنا مع رئيس فرع كرة القدم نبيل البنّاني والكاتب العام عبد الرزاق الزعبي ومرافق الفريق الهادي القاسمي وبقية الأعضاء بقيادة رئيس الجمعية محمد كمال الحمزاوي كان الهدف منه ضمان الصعود إلى قسم الكبار وها أنّنا نسير في الطريق السويّة الى حدّ الآن..

 هل هناك نيّة لديكم كهيئة لتعزيز صفوف الفريق بمزيد الإنتدابات في «الميركاتو» الشتوي؟
نعم بالتشاور مع الإطار الفني وعلى رأسه المدرّب الكفء فاروق الجنحاوي نفكّر في تعزيز الفريق بصانع ألعاب ومهاجم هدّاف..

 المعلوم أنّ كلّ الأندية في تونس تقريبا تشتكي من غياب قنوات الدّعم والسّيولة المالية، ألا تخاف أن يعيقكم هذا الإشكال عن تحقيق الصّعود؟
نحن في مستقبل القصرين لم نحصل الى حدّ الآن إلّا على مبلغ 80 ألف دينار من الولاية و 30 ألف دينار من البلدية والجامعة التونسية لكرة القدم وفّرت لنا 50 مليون، وهي مبالغ تمّ حجزها من قبل بنك الإسكان باعتبار وأنّ الهيئة السابقة لم تسدّد لهذه المؤسسة البنكية مبلغ 110 ألف دينار، ورغم كلّ المحاولات لفك هذه العقلة إلّا أنّنا لم نجن إلّا المماطلات..
 إذن كيف تسيّرون الجمعية في ظلّ هذه الدّيون والعقل؟

لقد عوّلنا على إعتماداتنا الخاصة وهو ما جعلنا نوفّر للجمعية الى حدّ الآن مبلغ 420 ألف دينار نقدا، علاوة عن مبلغ 670 ألف دينار في شكل صكوك ضمان.

 يقال في كواليس مستقبل القصرين إنّه لو لا التضحيات المالية للطيّب الغرسلي لتورّط الفريق في عدّة مشاكل، فما صحّة ذلك؟

ما أقوم به من تضحيات وما أقدّمه للجمعية من مال ليس «مزيّة» بل هو واجب منّي تجاه فريقي.. لكن صدّقوني ما يهمّني في المقام الأوّل أنّني وجدت بجانبي مسؤولين متجنّدين لخدمة مستقبل القصرين عن طواعية وبكلّ حبّ في جميع الأصناف التي تحظى بعناية فائقة، لأن الهيئة المديرة خطّطت بالتوازي على التركيز على فريق الأكابر لضمان نجاحه، فهي أيضا فكّرت في مستقبل الجمعية عبر العناية بالأصناف الشابة والعمل القاعدي..

 صراحة، بكم دعّمت ناديك في هذه الظرّوف الإقتصادية الصّعبة؟
لقد دفعت إلى حدّ الآن مبلغ 293 ألف دينار نقدا (أقول هذا دون تبجّح) لتسيير شؤون النادي، كما وفّر رئيس الجمعية محمد كمال الحمزاوي مبلغ 127 ألف دينار..
 يقال إن الطّيب الغرسلي هو الرّئيس الفعلي لمستقبل القصرين، فأين الحقيقة من الخيال؟

بحكم أن رئيس الجمعية محمد كمال الحمزاوي منشغلا بإلتزاماته الحزبية والسياسية مع «نداء تونس»، علاوة عن إشرافه على أعماله في تونس العاصمة فأنا من أباشر التسيير اليومي لمستقبل القصرين في الداخل والخارج..

 وهل هناك تنسيق مع رئيس الجمعية أم لا؟

طبعا، أتشاور في كلّ كبيرة وصغيرة مباشرة أو هاتفيا مع رئيس الجمعية الذي أشكره على الثقة التي منحها إلى شخصي المتواضع..

 هناك إتّهام لشخص كمال الحمزاوي بكونه ديكتاتور في تسيير مستقبل القصرين، فما صحّة ذلك؟

..لا أبدا سي كمال الحمزاوي لا علاقة له بالديكتاتورية، بل هو صارم في دفاعه عن حقوق الجمعية ويحبّ اللّاعب «الرّاجل» و«الثقة» والذي يدافع عن ألوان الفريق دون حسابات، ولعلمكم فإنّنا كهيئة منذ إنطلاق الموسم أوفينا بتعهّداتنا المالية مع اللاعبين الذي يتحصّلون على منح الإنتصارات «تحت الدّوش» ونفتخر في القصرين أننا الهيئة الوحيدة في الرابطة الثانية التي نجحت في ذلك.

 ما هي رسالتك لسطلة الإشراف؟

أتمنّى أن تحظى مدينة القصرين التي عانت طويلا من التهميش والفقر قبل أن يزيد الإرهاب في تدميرها من وراء ستار جبال الشعانبي بإلتفاتة من سلطة الإشراف لإنجاز ملعب رياضي يليق بانتظارات شباب الجهة وكذلك أطلب من الدولة توفير إستثمارات تساعد على دفع الحركة الاقتصادية في ولاية القصرين وتوفير مواطن الشغل لحماية الشباب من آفتي الإرهاب والمخدّرات..

 وماهيّ رسالتك لأبناء القصرين؟

أدعو كلّ أبناء القصرين، خاصة الميسورين إلى الإقتراب من الجمعية ومدّ يد المساعدة ماديّا ومعنويّا لأبناء المدرب فاروق الجنحاوي حتى يواصلوا عطائهم الوفير ويحقّقوا أحلام الجماهير التي تريد من اللاعبين أن يهدونهم بطاقة الصعود إلى مصاف الكبار لتدق طبول الأفراح في القصرين التي ملّ أهاليها دوي القنابل والرّصاص..

ماهو فريقك المفضّل بعد مستقبل القصرين؟
هو قطعا النادي الافريقي..

 وفي أوروبا ؟
ريال مدريد وخاصة نجمه كريستيانو رونالدو.

 بماذا تمضي على خاتمة هذا الحوار؟

أقول للّاعبين واصلوا العطاء بسخاء لإسعاد جماهير القصرين «وماعندكم كان الرّجال».

حاوره: الصحبي بكار